حكاية سيدة جميلة الرؤية قوية الإرادة

2019-09-18 12:47:18

 

نهاية أبو خاطر / بيالارا،

وصلت إلى المكان خلال دقائق، وجدت أمامي حكاية تبحث عن النجاح منذ سنين.

وقفت أميرة ربعي نبهان، سيدة في بداية الثلاثينات، على درجات بيت قديم في حي يحمل ذكريات الزمن الجميل. وتحت شعار(جود من الموجود) جادت نبهان بما لديها من رؤيا وإرادة وشغف، واستقبلت زائريها بعيون تلمع، وتبحث عن همسات النجاح التي بدأت تتلقاها منذ ساعات الصباح بدءا من وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف ومرافقيه وأصدقاء وزوار جاؤوا إلى المكان يبحثون عن الجمال والتراث.

الزائرون وصلوا تلبية لدعوة نبهان؛ صاحبة جود جاليري الكائن في حي الشرفة بمدينة البيرة، لحضور بازار الريشة والقلم، والذي وصفته الدعوة بأنه:"البازار الثقافي الفني للكتب والفنون والمواهب الشابه".

الدعوة جاءت من سيدة محملة بكل الحب، تريد إثبات وجودها وتعزيز مشوارها في البحث عن كل ما هو جميل في تراثنا وتاريخنا، لتصنع منه قصة نجاح أبهرت الجميع.

لم تبحث هذه السيدة الريادية عن التفرد بالعمل، بل بحثت ايضاً عن تجميع أعمال لصبايا وسيدات متشوقات لإظهار ما لديهن من طاقة وجمال وفن، سيدات أبدعن في تنسيق الوان خيوط الحرير، وصبايا أبدعن في إظهار حكاية شعب يحب الحياة.

وبوجود الإبداع كان حاضرا ايضا التوثيق بمجلدات المصور المبدع أسامة السلوادي، التي إن بحثنا في ثناياها نجد الفكر والتاريخ والهوية.

بدت نبهان متشوقة لإيصال نجاحها لكل من يبحث عن النجاح، وكانت سلسة في التعبيرعن ذاتها بكلمات وجمل مختصرة حينما قالت: "منذ كانت زيارة عمتي في البلدة القديمة في الخليل هي الجنة التي يحلم بها كل الأطفال كانت ساحات البلدة وأزقتها تعبق برائحة التاريخ والحكايا التي تحمل ذكريات الزمن الجميل، ومتى بدأت جدتي وعمتي بالحديث عنها لم تنته إلا بدموع تجري على الخد، لإنها كانت متعتهم في التسوق والبحث عن قطع السجاد التي تركتها عائلة فلان للبيع، وعقود العقيق التي تجملت بها الجميلة ام ابراهيم، وسلال القش التي حملت الفاكهة وحلاوة العيد بداخلها، كنت بمقدار استمتاعي بالحكايا شيء بداخلي يرعبني من سماع النهاية، التي لا زلت إلى الآن أشتم منها رائحة البخور الممزوج برائحة الزمن".

هذة الأماكن والحكايات حملتها معي، والآن أريد الجميع أن يشاركني بجمع الذكريات التي حَملت المتعة والسعادة لقلبي".

تضيف نبهان: "عملت في تخصصي العلاج الطبيعي والتدريب والتدريس، ولكن طوال الوقت كان لدي احساس ورغبة شديدة في أن استقل، وأبدأ بملاحقة شغفي في البحث عن التراث وابرازة بالشكل والحكاية التي يستحقها، لكن لم يكن لدي المال، فقط كنت أحمل كمية هائلة من الأفكار المتسلسلة التي احسستها ترتسم أمامي من كثرة تفكيري بها وبتطبيقها..ومع الإصرار والمتابعة أدركت حاجتي لدراسة السوق وما يدور من حولي فكانت الدورات والدراسات التي مدتني بمعرفة كبيرة عن احتياج السوق للزائر والمحلي في فلسطين".

وتتابع: "وبعد التعب والمتابعة والتطبيق، أصبح لدي كمية كبيرة ومتنوعة من قطع زجاجية  صنعت بايدي حرفين من الخليل، بعد ان سلمتهم تصاميم عكست اسمي وافكاري عن التراث وقطع خشبية تشكلت بأيدي حرفين من بيت لحم، ومجموعات مختلفة من الحرف التي خرجت من تحت أيدي سيدات محترفات في العمل اليدوي مثل صناعة القش والسجاد والصابون والاكسسوارات البيتية بأشكالها وشخصيتها".

وتردف نبهان:"مع هذه الرؤية والشغف والرغبة في النجاح أدركت أنني بحاجة لمكان يجمعني بما خرجت بة من حولي ليكون بيت ضيافة لكل من يحتاج رؤية التنوع في التراث الفلسطيني". فكان جود جاليري ( جود من الموجود )، كما تود نبهان تسميته، والذي جاء بعد بحث طويل ليكون في حي ومكان مناسبين لكل الفئات من الفنانين، ويحمل صفات المعرض أو (الجاليري).

وتقول نبهان وهي تستمتع بنجاحها:"كل سيدة لديها هدف وشغف حتى لو كان بالتفكير. يجب عليها التطبيق ومتابعة شغفها لانها لن تصل إلا  بارادتها وطموحها."

وعن الصعوبات تتحدث:"إن البدايات كانت صعبة، وتساءلت في حينها كيف اوازن بين العمل والبيت والاولاد؟، بالاضافة إلى أن الفكرة بحد ذاتها كانت بعيدة عن تخصصي..وكانت هناك صعوبة في التنقل وفي اختيار الحرفين الذين كنت بصدد التعامل معهم من الخليل ونابلس وبيت لحم والقدس وأريحا لتطبيق وتنفيذ الافكار، وألصعوبة الأكبر تمثلت في التمويل وبامكانية إيجاد داعم لراسمال لم يتجاوز١٥٠٠دينار حينها، خاصة وأن فكرة تأسيس شركة وما يتبعها من متطلبات كالمكان والموارد والأجور مكلف جدا، أما الصعوبة الأخيرة فتمثلت باقناع الناس بالفكرة والتغلب على المنافسة الكبيرة".

تلك كانت صعوبات نبهان وهي اسئلة تراود كل سيدة تبحث عن الريادة.

ولكن من يثابر ويحدد أهدافة لا شك سيتخطى الصعاب، ويرسم بخطواتة أجمل قصة نجاح تتردد على السن الناس مثل أميرة بنهان، التي تغلبت على كتير من الصعاب، وحققت النجاح الذي شهد له وزير الثقافه بقيامه بزيارة المعرض الذي اقامته في جود جاليري، واثبت نجاحه وتالقه بشهادة السيدات الرياديات المشاركات فيه.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...