ربحية المشني من دير دبوان تعود بنا إلى الزمن الجميل

2020-04-05 18:05:54

أجرت اللقاء: نهاية أبو خاطر

الحديث معها يشبه التنقل بين البساتين وحكايا الأجداد التي تحفظ أسرار البلد وقصص هجرة الشباب، والمحاولة المستمرة لإبقاء التاريخ في الذاكرة. وهي نموذج جميل للاستقرار والصمود، تعيش في بيت جدرانه من الذكريات والتراث الاجتماعي الذي يكفي لتعليم جيل.

بوجودك معها لا تتوقف عن إمتاعك بكل ما لذ وطاب من صنع يديها، ولا تتوقف عن الحديث عن الحاكورة التي تحيط بالمنزل الكبير، الذي يحمل كل مراحل الحياة القروية، وذكريات الزمن الجميل.

ربحية المشني سيدة في الأربعينات من عمرها، جميلة الملقى، وتحاول الوصول للجميع، وتتميز بقدراتها وطاقتها الإيجابية، تمنح من تلتقيهم حكمة ورثتها من خبرة طويلة ومعلومات مكتسبة، وتكرر باستمرار: "الرزق بس من عند الله".

أما مؤهلاتها العلمية فدبلوم محاسبة وإدارة أعمال. لكن خبرتها تفوق سبعة عشر عاما كرئيسة جمعية سيدات دير دبوان الخيرية، التي تشارك بمعارض دولية في لبنان، والولايات المتحدة، وتونس، ودبي، والعقبة الأردنية، إضافة إلى معارض محلية في مختلف أنحاء الوطن.

دخلت الغرفة التجارية باسم حكايات من فلسطين، التي تطورت معرض تراثي يحمل اسم "ألف ليلة وليلة"، الحاصل على ترخيص من بلدية دير دبوان للحرف والصناعات اليدوية.

وشاركت في مركز الشراكة للمشاريع عام 2009 بتمويل بلجيكي، ومع مؤسسة التعاون، ومركز الفن الشعبي، ومركز بيسان لتطوير وبناء القدرات عن فئة الشباب، وأيضا في العناية بالمسنين تحت عنوان مشروع اليد البيضاء لمساعدة كبار السن في البلدة.

وعملت مع جامعة بيرزيت على مشروع تنقية المياه العادمة، بالتعاون مع بلدية ديردبوان، والجمعية العلمية الملكية بالأردن لمدة ثلاث سنوات.

هل كانت بدايات ربحية من بلدتها دير دبوان؟

لم يتوقف طموحي عند إنهاء سلسلة من الدورات والتدريبات التي امتدت على أكثر من 20 عاما، بل اصبح لدي شغف كبير للتعبير عن ذاتي بالعمل في مجالات يقبلها قلبي، هي التراث وصناعته، التي نبعت من اقتنائي لعدد كبير كبيرة من الأثواب الفلسطينية التي ارتدتها جداتنا في المناسبات المختلفة، من الأعراس إلى الاحتفالات الخاصة. وبعد أن كونت هذا المخزون، صار من واجبي الاهتمام به وإظهاره للعلن؛ ليستمتع الناظر بجمال الأعمال اليدوية، وليسمع حكاية التطريز؛ لأن لكل "عرق" حكاية، ولكل "رسم" دعاء، ولكل لون حاجة. وعند اجتماع الألوان والحكايا، تتكون صورة الزمن الجميل واضحة وممتعة للناظرين.

ربحية جامعة للتراث وتحمل الحكايا. هل من توثيق؟

بدأت بتجميع القطع التراثية، والبحث عن معلومات عنها، وتسجيلها وكتابتها منذ عام 2010؛ لأوثقها فيما بعد بكتاب مميز يجد فيه الباحث كل الحكايا التي ترتبط بتراث الأجداد. والآن، وبعد أن جمعت الأثواب والمقتنيات الفضية والإكسسوارات القديمة والطرحات، بدأت أبحث عن المكان الذي يمكنه احتضان ثروتي المميزة، فوجدته في بلدتي؛ دير دبزان، التي أقول دائما إنها هي الوطن.

وقد كان "ألف ليلة وليلة" العنوان لبداية إظهاري لما في حوزتي من أفكار لعرض تاريخ متكامل من الملابس التراثية النسائية.

هل ألممت بمتطلبات السوق والرغبات المتزايدة عند النساء لامتلاك الملابس التراثية؟

ليس صعبا على سيدة ترتدي الملابس التراثية في بلدتها في كل المناسبات، أن تحدد ما هي الجماليات التي يجب أن تصنع ليظل الزي الشعبي متماشيا مع العصر. بدأت برؤية أن الملابس ليست لكبار السن فحسب، بل للصبايا والفتيات اللواتي يرغبن بتقليد الكبار. وكنوع من تحدينا للاحتلال، ونحن نرى تراثنا يتسرب من بين أيدينا بسرعة البرق، أدخلت بعد الدراسة رؤية الصبايا والفتيات على الملابس التراثية؛ فزرعت الورد المطرز على الشالات بكل الأنواع؛ صغيرها وكبيرها، وللرأس والعنق، وأدخلت ألوانا يعشقها الجيل الصاعد. وهنا كانت المفاجأة التي تمثلت بإقبال شديد على الجديد الذي يحاكي القديم، وبدأت حكاية ألف ليلة وليلة.

ما هو الإحساس الذي يجب أن يصلنا منك؟

بلدتي جميلة، وذات موقع مهم، وأهلها متقاربون، ويصعب أن يشعر أي إنسان يعيش بها بالغربة والوحدة. ومع ذلك حاولت أن أستقل في حياتي عبر مشروع التطريز وجمع التراث، وهو واحد من الأفكار التي في بالي، وطبقته على الأرض. الآن لدي مشروع سيقضي على كل أوقات فراغي، وهو العمل في طبخ الفاكهة المزروعة ببستاني، وتحويلها إلى مربى بطريقة مميزة وجميلة يستحسنها الكثيرون. فمزروعات الأرض متنوعة، منها الحلو والحامض، وقد درست هذا العمل، وبدأت تطبيقه؛ فعملت المربى بأنواعه: المشمش، والبرتقال، والسفرجل، والإجاص، وعندما عرضته في المعارض للتذوق، لقي استحسانا كبيرا. ثم بدأت بإنتاج المربى بأنواعة ليدر علي دخلا جيدا.

كيف تصفين علاقتك أنت وأعمالك بأهل البلدة؟

يعود أهل البلدة في الصيف من الغربة في أمريكا، وتكون كخلية النحل؛ الشباب والصبايا مع أهاليهم يحضرون للزواج ورؤية الأهل الصامدين في البلدة، الذين يحرسون الأملاك الكثيرة. لذلك أبدأ بتحضير المنتجات، سواء التراثية أم المربى؛ استعدادا للبازارات التي أكون مدعوة إليها في فصلي الربيع والخريف، والتحضير لهدايا زوارالصيف الذين يأتون عاشقين لكل شيء يحمل عبق التراث، ومن أرض بلدتهم.

البلدة عبارة عن بيوت وفلل ضخمة وجميلة، ولكنها لا تعمر إلا في الصيف. أما في باقي السنة تكون خالية إلا من أمثالي الذين يحرسون المكان.

هل نستطيع القول إن ربحية المشني توثقة التاريخ؟

هذا صحيح، وكتابي التوثائقي سيخرج للعلن قريبا جدا، وسيحمل حكايات وحقائق يحتاجها الباحثون عن التراث، وقصص الإجداد. وفي معرضي الخاص في بلدتي دير دبوان سيتوفر كل شيء يخص الباحثين.

كسيدة لديها رضى عال عن نفسها وعملها، ما هي نصيحتك للسيدات في بداية الطريق؟

يجب على السيدة المقبلة على إطلاق مشروعها الخاص دراسة احتياجات السوق، وبعدها تبني أفكارها، وتحدد توجهها. والأهم أن تبتعد عن تقليد غيرها لتكون لها بصمتها واسمها المتميز.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...