صعيدية في ملعب كرة القدم

2019-03-05 12:50:52

محمد طلعت/ مراسل مجلة علي صوتك في مصر،

في الصعيد "الجواني" كما يطلق عليه، وتحديداً  في محافظة "قنا" جنوب جمهورية مصر العربية، عكفت أشرقت خالد أحمد، الفتاة التي لم تبلغ الـ20 عاماً بعد، أن تتمرد على العادات والتقاليد الراسخة لمبدأ "البنت متطلعش برة البيت"، لتخرج من بيتها إلى الملعب،  بغية إيصال رسالتها  التي تفيد بأن فتيات الصعيد قادرات على احتراف اللعب في عالم كرة القدم، وهذا إن تركها الذكور تحقق أحلامها.

 تروي أشرقت حكاياتها مع كرة القدم، وتحدثنا عن مستقبلها وأحلامها؛ حيث كانت تلعب الكرة في الشارع وهي طفلة، لتكون مدرستها العامل الرئيسي والأول في تنمية موهبتها التي اكتشفتها عن طريق اللعب مع أخيها. تدربت أشرقت في اليوم الرياضي، وساعدتها المدرسة في الإلتحاق بنادي "قنا" الرياضي، الذي أسس أول فريق للفتيات لممارسة لعبة كرة القدم.

 تضيف ابنة الصعيد، أن أول من استقبلها كان الكابتن ماهر حفني، مدير الكرة في النادي، وشجعها كثيراً، ووجهها من أجل أن تحترف اللعبة وتنتظم في التمُرن، وذلك في عهد الوزير عادل لبيب، محافظ قنا، وبدوره ساهم لبيب في كسر كافة القيود ودعم فريق كرة القدم للإناث، ووفر الإمكانيات اللازمة لهن قبل أن يتم حله من قبل النادي بعد رحيله لمحافظة الإسكندرية، وتوليه حقيبة وزارة التنمية المحلية.

 وأعربت أشرقت، عن رفض ذويها في بادئ الأمر لفكرة لعب كرة القدم، لكنها نجحت في اقناعهم؛ وبالفعل حضروا معها التمارين والمباريات مع فريق أكاديمية "وادي دجلة"،  وأعجبوا بمستواها الفني، وشجعوها على اللعب أكثر والإحتراف، وبدأت أشرقت في تنمية موهبتها بشكل أكبر، في ظل إمكانياتٍ ضعيفة داخل محافظة "قنا" وفريق "شباب المعنا" الذي وجدت ضالتها فيه  لمدة عام، ومن ثم انتقلت لفريق "ساحة مدينة العمال"، وصعدت به إلى نهائيات الدورة الرمضانية في محافظة "بورسعيد"، وهذه ليست إلا منافسات محلية لا يعلم بها أحد، وقررت أن تسعى للأندية الأكبر، لكن أهلها قابلوا ذلك بالرفض إذ اقتضى الأمر باللعب خارج مدينتها، بعيداً عنهم.

 وتذكر أشرقت أن الجمهور في الصعيد يصعب عليه حضور مباراة كرة قدم للإناث، ولا يتقبل ذلك بسهولة، فمنذ نزولهن إلى الملعب بدأ المواطنين بشتمهم بألفاظ نابية، موضحين رفضهم للعب الفتيات لكرة القدم، وعن أول مرة تواجه فيها أشرقت  الجمهور تأكد أنها كانت صعبة جداً عليها، إلا أن هذا لم يكن عائقاً أمامها بل سبباً لاستكمالها المشوار دون توقف، وبعد عدة مباريات بدأ التقبل وقل الشتم، حتى أصبح الأمر الآن طبيعياً ولا توجد أية ضغينة بين الجمهور واللاعبات.

 عاشت أشرقت حياة كروية متخبطة، حتى أتت الفرصة وشاهدها الكابتن محمد عبد الظاهر، المدير الفني لفريق "راس البر" للفتيات، وطلبها للانضمام، من هنا ولمدة عام كامل سمع الجميع عنها، وجاؤا ليشاهدوها، موضحة أن لعبها ومهاراتها جعل الجميع يبحث عنها، مردفةً أنها كانت نواة لفتيات الصعيد ليخرجوا من حبسهم المجتمعي ويشاركوا في بناء مستقبلهم بدلاً من ما يفرض عليهم، ليكسرن قاعدة "البنت ملهاش إلا بيتها"، مؤكدة أن "الوجه البحري" يتقبل لعب الفتيات لكرة القدم، وهنالك قبول، على العكس في الصعيد الذي ما زال متشدداً وإن كان أقل من ذي قبل.

 التحقت أشرقت هذا العام بكلية التربية النوعية، قسم "موسيقى"، إذ  نجحت في التوفيق بين دراستها  وكرة القدم، وعلى الرغم من صعوبة ذلك، إلى أنها كانت تكرس وقت التمرين للهواية، ووقت الدراسة للاستذكار، مشيرة إلى أن حلمها في الإحتراف لن يتركها طالما عاشت، حتى وإن كان مجانياً.

 تقدمت أشرقت لمسابقة التحكيم، وتنتظر النتيجة لإنهاء إجراءات حصولها على رخصة تحكيم المباريات المصرية، والتي ستبدأها بدوري الدرجة الرابعة طبقاً لما هو متبع في القوانين، وتسعى لأن تحقق المعادلة لتكون أول"لاعبة وحكم" في مصر تجمع بين الاثنين.

 

- صورة تعبيرية من الإنترنت.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...