طرائف انتفاضة القدس

2015-11-13 18:58:29

لؤي رجب/غزة

لم تعد يوميات الانتفاضة تقتصر على الأخبار والصور والمقاطع التي تظهر عمليات الطعن، ومهاجمة جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه بالضفة الغربية، بل توسعت لتشمل الطرائف والنكت للتخفيف من الوجع، ورفع الروح المعنوية للشباب المشاركين، كما إنها توصل رسالة إحباط للاحتلال مفادها أن كل وسائل القمع المستخدمة ضد الشعب لم تؤثر فيه ولم تردعه عن مواصلة طريق المقاومة.

مواقع التواصل الاجتماعي

ويتبادل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي النكت، والطرائف التي تتندر بحالة الهلع الإسرائيلي والرعب الذي يدب في أوصال كيانه، وتحمل في طياتها معاني التحدي والإصرار.

ومن الطرائف التي تم تداولها ونشرها، مقاطع فيديو لمشاهد الدبكة و"السيلفي"؛ فقد نشر النشطاء صورا لاحد الشباب وهو يرقص الدبكة في شوارع الضفة الغربية، أمام جنود الاحتلال، وهو يحمل في يده قنبلة الغاز قبل أن يرميها على جنود الاحتلال مرة أخرى، وآخرون يحتفلون بعيد ميلاد صديق لهم على نقاط التماس، بين الحجارة والكيك والشموع ودخان إطارات السيارات، هذه الصور ليست عبثية؛ بل هي لغة تعلم العدو أن المقاومة تجري في دماء أبناء الشعب الفلسطيني.

كما انتشرت العديد من الصور لشباب يلتقطون صور "سيلفي" أثناء المواجهات، ويبدو في الصورة شاب ملثم يتعلق بكاميرا مراقبة مثبتة على أحد المباني، ويكاد يلصق وجهه بعدسة الكاميرا، وكأنه يريد إثبات عدم خوفه هو أو زملاء المواجهة من تصويرهم والتعرف عليهم.

مقاومة لا تختلف في غزة

ولم يختلف الحال في غزة، فقد انتشرت صور أخرى طريفة لمجموعة من الشباب وهم يحملون أعمدة الكهرباء التي غنموها من المستوطنات حول القطاع، وصور لآخرين معهم أدوات حدادة لفك السياج الفاصل، وقص الحديد؛ بغية بيعه، إلى جانب رسوم كاريكاتورية وتصاميم جرافيك تسخر من خوف الجنود ورعبهم من الأطفال على الطريق.

ويضاف إلى ذلك مقاطع سقوط الجنود المدججين بالسلاح أثناء هروبهم، وحرق الجيبات العسكرية بزجاجات المولوتوف وما يصاحبها من ضحكات المقاومين وتعبيرهم عن فرحتهم في ظل هذه الظروف الصعبة.

إضافة إلى النكت، ومنها: سأل قاض إسرائيلي شابا فلسطينيا تم اعتقاله على خلفية طعنه لمستوطن: إنت ليش طعنت إسرائيلي... ليش. فرد عليه: والله ظروفي صعبة ومقفلة علينا، ومقدرتش أشتري مسدس عشان أطخه....

كما تم نشر فيديو آخر للفنان مؤمن شويخ يسأل فيه المواطنين عن أفضل طريقة لقتل المستوطنين، وفيها خيارات: معص، فغص، فعص، طعن، فرم، كفتة، دهس، طعج.

الضحك عليهم

وعن الدافع من وراء ذلك، قال الناشط الشبابي خالد صافي: "إن نشر هذه المقاطع رغم صعوبة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية، تعبير عن روح الفلسطيني وقدرته على التأقلم مع أصعب الظروف وأقساها، بل تغلبه على الألم والحزن بالابتسامة".

وتابع: "هذه الطرائف وهذه المقاطع تهدف للسخرية من المحتل وتقزيم أعماله الإجرامية والهمجية".

رفع الروح المعنوية

بدوره قال منسق حملة شباب ضد الاستيطان في الضفة الغربية، عيسى عمرو: "فترة الاشتباك تصيب الشباب بحالة من التعب والملل، فيتجهون نحو هذا الأسلوب الساخر لتخفيف ما يعانونه، وتشجيع بعضهم على الاستمرار".

تحمل مشاهد الصور ومقاطع الفيديو التي يتم التقاطها رسائل للشباب في المواجهات، وللاحتلال، وللمجتمع الدولي، حيث إن نشر الجانب المضحك من المواجهات يرفع الروح المعنوية للشباب المشاركين، ويشجع المزيد منهم على المشاركة، ويزيح عنهم الخوف؛ بعدما تبين لهم أن الوضع أسهل مما يظنون، وأنه لا يزال هناك مجال للابتسامة، فتأتي هذه المواقف لتخفف عنهم تعبهم وتحثهم على البقاء.

كما إن هذه المواقف تمثل رسالة إحباط الاحتلال، مفادها أن كل وسائل القمع المستخدمة ضد الفلسطينيين لم تؤثر فيهم ولم تردعهم عن مواصلة طريق المقاومة.

أما الرسالة الأخرى فهي للمجتمع الدولي، تقول:"يمنح ظهور الفلسطيني بهذا المظهر مقاومته المزيد من الشرعية والقوة أمام المجتمع الدولي"، حيث يسعى الاحتلال دوما لإثبات فكرة أنه مسالم، بينما يصدر الإرهاب عن الفلسطينيين. لكن هذا النوع من الصور يعكس الصورة الحقيقية، مما يعني المزيد من التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية.

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...